الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2333 - ذكر رؤيا عبد الله بن سلام وتعبيره

                                                                                            5810 - أخبرنا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد ، وأبو بكر بن قريش قالا : ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وقتيبة بن سعيد قالا : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن سليمان بن مسهر ، عن خرشة بن الحر ، قال : كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة ، فيها شيخ حسن الهيئة ، وهو عبد الله بن سلام ، قال : فجعل يحدثهم حديثا حسنا ، فلما قام ، قال القوم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ، قلت : والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته فتبعته ، فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة ، ثم دخل منزله ، فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقال : ما حاجتك يابن أخي ؟ قلت له : سمعت القوم يقولون : كذا وكذا فأعجبني أن أكون معك ، قال : الله أعلم بأهل الجنة وسأحدثك مما قالوا : قالوا ذلك إني بينما أنا نائم إذ [ ص: 513 ] أتاني رجل ، فقال لي : قم فأخذ بيدي فانطلقت معه ، فإذا أنا بجواد عن شمالي فأخذت لآخذ فيها ، فقال لي : لا تأخذ فيها ، فإنها طريق أهل الشمال ، فإذا جواد منهج عن يميني ، فقال لي : خذ هاهنا فإذا أنا بجبل ، فقال لي : اصعد قال : فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي قال : حتى فعلت ذلك مرارا قال : ثم انطلق حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة ، فقال لي : اصعد فوق هذا قال : قلت : كيف أصعد ورأسه في السماء قال : فأخذ بيدي فزجل بي ، فإذا أنا متعلق بالحلقة حتى أصبحت ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقصصتها عليه ، فقال : " أما الطريق التي رأيت عن يسارك فهي طريق أهل الشمال ، وأما الطريق التي عن يمينك فهي طريق أهل اليمن ، وأما العروة فهي عروة الإسلام ، فلن تزال متمسكا بها حتى تموت " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية