الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2303 - ذكر مناقب صهيب بن سنان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

                                                                                            2304 - ذكر إسلام صهيب بن سنان بعد عتقه

                                                                                            5751 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر قال : " صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن [ ص: 489 ] عامر ، وكان أبوه سنان بن مالك عاملا لكسرى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية على شط الفرات ، مما يلي الجزيرة والموصل ، فأغارت الروم على تلك الناحية فسبي صهيب وهو غلام صغير ، قال عمه :

                                                                                            أنشد بالله الغلام النمري دج به الروم وأهلي بالنبي

                                                                                            قال : والنبي اسم القرية التي كان بها أهله ، فنشأ صهيب بالروم فابتاعته منهم كلب ، ثم قدمت به مكة ، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي فأعتقه ، فأقام معه بمكة حتى هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

                                                                                            قال ابن عمر : فحدثني عبد الله بن أبي عبيدة ، عن أبيه ، قال : قال عمار بن ياسر : " لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها ، فقلت له : ما تريد ؟ فقال لي : ما تريد أنت ؟ فقلت : أردت أن أدخل على محمد ، فأسمع كلامه ، قال : وأنا أريد ذلك فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ونحن مستخفون .

                                                                                            قال ابن عمر : وحدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف ، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : " قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب بن سنان ، وذلك للنصف من ربيع الأول ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقباء لم يرم بعد ، وشهد صهيب بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول جميعهم .

                                                                                            قال ابن عمر : وحدثني أبو حذيفة - رجل من ولد صهيب - ، عن أبيه ، عن جده قال : " توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة بالمدينة ، ودفن بالبقيع ، وكان يكنى أبا يحيى .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية