الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
قال الناظم رحمه الله تعالى ( و ) يكره للإنسان ( ترك ) لبس اللباس [ ص: 234 ] المعود ) أي المعتاد للبسه من قميص وإزار ورداء وغيرها .

والمراد : أنه يكره له لبس غير زي بلده بلا عذر كما هو منصوص الإمام .

مطلب : يكره مخالفة أهل بلده في اللباس .

وينبغي أن يلبس ملابس بلده لئلا يشار إليه بالأصابع ، ويكون ذلك حاملا لهم على غيبته فيشاركهم في إثم الغيبة له . وفي كتاب التواضع لابن أبي الدنيا مرفوعا { نهى عن الشهرتين } ، وتقدم ذلك .

( فائدة ) : سئل الحافظ جلال الدين السيوطي عن طالب علم تزيا بزي أهل العلم ، وهو في الأصل من قرى البر ، ثم لما رجع إلى بلاده وعشيرته تزيا بزيهم وترك زي أهل العلم هل يعترض عليه في ذلك أم لا ؟ أجاب بما معناه لما اتصف بالصفتين لا اعتراض عليه في أي الزيين تزيا ، لأنه إن تزيا بزي العلماء فهو منهم ، وإن تزيا بزي أهل بلده وعشيرته فلا حرج عليه اعتبارا بالأصل ولأنه بين أظهر عشيرته وقومه .

وهذا واضح .

ولعل كلام علمائنا لا يخالفه .

ومرادهم في قولهم : ويكره خلاف زي بلده يعني بلا حاجة تدعو إلى خلافهم ، فإن من صار من العلماء تزيا بزيهم في أي مصر كان أو بلدة كانت غالبا ، والله أعلم

التالي السابق


الخدمات العلمية