الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1636 حديث سابع لإسحاق ، عن أنس مسند

مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ، عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال اللهم بارك لهم في مكيالهم ، وبارك لهم في صاعهم ومدهم

التالي السابق


يعني أهل المدينة - هذا من فصيح كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبلاغته ، وفيه استعارة بينة ; لأن الدعاء إنما هو للبركة في الطعام المكيل بالصاع والمد لا في الظروف ، والله أعلم ، وقد يحتمل على ظاهر العموم أن يكون في الطعام والظروف .

وفي هذا الحديث دليل على أن الكيل إذا اختلف في البلدان في الكيل والوزن وجب الرجوع فيه إلى أهل المدينة وترجيح القائل بذلك قوله بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم في مكيالهم وصاعهم ومدهم ، وفيه دلالة على صحة رواية من روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : [ ص: 279 ] المكيال مكيال أهل المدينة ، والوزن وزن مكة وفي هذا أيضا ما يدل على أن ما كان مكيلا بالمدينة مما ورد فيه الخبر بتحريم التفاضل لا يجوز فيه إلا الكيل ، وقياس ذلك أن ما كان موزونا عندهم فالتفاضل في بعضه ببعض محرم لا يجوز فيه إلا الوزن ، والله أعلم .

وفي هذا الحديث فضل بين للمدينة ، وقد عارضه بعض من يفضل مكة لما ذكره البخاري قال : حدثنا علي ابن المديني قال : حدثنا أزهر بن سعد السمان ، عن ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه - أنه قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا يا رسول الله ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان .

قال أبو عمر : دعاؤه - صلى الله عليه - للشام يعني لأهلها ، كتوقيته لأهل الشام الجحفة ، ولأهل اليمن يلملم ، علما منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام ، وكذلك وقت لأهل نجد قرنا - يعني علما منه بأن العراق ستكون كذلك . وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم .




الخدمات العلمية