الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 98 ] أسلم ( ع )

                                                                                      الفقيه ، الإمام أبو زيد ، ويقال : أبو خالد القرشي ، العدوي ، العمري ، مولى عمر بن الخطاب

                                                                                      قيل : هو من سبي عين التمر وقيل : هو يماني ، وقيل : حبشي اشتراه عمر بمكة إذ حج بالناس في العام الذي يلي حجة الوداع ، زمن الصديق .

                                                                                      قال الواقدي : سمعت أسامة بن زيد بن أسلم يقول : نحن قوم من الأشعريين ولكنا لا ننكر منة عمر رضي الله عنه .

                                                                                      حدث عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، ومعاذ ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وكعب الأحبار وابن عمر ، وطائفة .

                                                                                      حدث عنه : ابنه زيد ، والقاسم بن محمد ، ونافع مولى ابن عمر ، ومسلم بن جندب وآخرون .

                                                                                      قال القاسم بن محمد ، عن أسلم ، قال : قدمنا الجابية مع عمر ، فأتينا بالطلاء وهو مثل عقيد الرب .

                                                                                      قلت : هو الدبس المرمل .

                                                                                      حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : اشتراني عمر [ ص: 99 ] سنة اثنتي عشرة ، وهي السنة التي قدم فيها بالأشعث بن قيس أسيرا وأنا أنظر إليه في الحديد ، يكلم أبا بكر وهو يقول له : فعلت وفعلت . حتى كان آخر ذلك أسمع الأشعث يقول : يا خليفة رسول الله ، استبقني لحربك وزوجني أختك ، فمن عليه الصديق ، وزوجه أخته أم فروة ، فولدت له محمد بن الأشعث .

                                                                                      قال جويرية بن أسماء ، عن نافع ، قال : حدثني أسلم مولى عمر الحبشي الأسود -والله ما أريد عيبه - : بلغني أن بنيه يقولون : إنهم عرب .

                                                                                      وعن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : قال ابن عمر : يا أبا خالد ، إني أرى أمير المؤمنين يلزمك لزوما لا يلزمه أحدا من أصحابك ، لا يخرج سفرا إلا وأنت معه ، فأخبرني عنه . قال : لم يكن أولى القوم بالظل ، وكان يرحل رواحلنا ، ويرحل رحله وحده ، ولقد فرغنا ذات ليلة وقد رحل رحالنا ، وهو يرحل رحله ويرتجز :


                                                                                      لا يأخذ الليل عليك بالهم والبسن له القميص واعتم     وكن شريك نافع وأسلم
                                                                                      واخدم الأقوام حتى تخدم



                                                                                      رواه القعنبي عن يعقوب بن حماد ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه .

                                                                                      زيد بن أسلم ، عن أبيه : كان عمر إذا بعثني إلى بعض ولده قال : لا تعلمه لما أبعث إليه مخافة أن يلقنه الشيطان كذبة . فجاءت امرأة لعبيد الله بن عمر ذات يوم ، فقالت : إن أبا عيسى لا ينفق علي ولا يكسوني . فقال : ويحك ، ومن أبو عيسى ؟ قالت : ابنك . قال : وهل لعيسى من أب؟ فبعثني إليه وقال : لا تخبره . فأتيته وعنده ديك ودجاجة هنديان ، قلت : أجب أباك .

                                                                                      [ ص: 100 ] قال : وما يريد؟ ، قلت : نهاني أن أخبرك . قال : فإني أعطيك الديك والدجاجة . قال فاشترطت عليه أن لا يخبر عمر ، وأخبرته فأعطانيهما . فلما جئت إلى عمر ، قال : أخبرته؟ -فوالله ما استطعت أن أقول لا- فقلت : نعم فقال : أرشاك؟ قلت : نعم ، وأخبرته ، فقبض على يدي بيساره ، وجعل يمصعني بالدرة وأنا أنزو . فقال : إنك لجليد . ثم قال : أتكتني بأبي عيسى ، وهل لعيسى من أب؟

                                                                                      قال أبو عبيد : توفي أسلم سنة ثمانين .

                                                                                      وقال ابن سعد مات في خلافة عبد الملك وقال أبو زرعة : مدني ثقة . ويقال : عاش مائة وأربع عشرة سنة . ولم يصح ذلك .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية