الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب من كره أن يوطأ عقباه

                                                                              244 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سويد بن عمرو عن حماد بن سلمة عن ثابت عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه قال ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبيه رجلان قال أبو الحسن وحدثنا حازم بن يحيى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة قال أبو الحسن وحدثنا إبراهيم بن نصر الهمداني صاحب القفيز حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد بن سلمة

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( من كره أن يوطأ عقبيه ) أي أن يمشي أحد وراءه فيطأ محل عقبيه وكأنه لاعتبار حذف المضاف وترك المضاف إليه على حاله جاء عقبيه كما نبهت وإلا فالظاهر عقباه كما في بعض النسخ لأنه نائب الفاعل ثم كأنه وضع هذا الباب في كتاب العلم لأن دأب المشايخ أن يتقدموا على التلامذة في المشي فنبه بهذا على أن تركه أولى .

                                                                              قوله ( يأكل متكئا ) الاتكاء هو أن يتمكن في الجلوس متربعا أو يستوي قاعدا على وطاء أو يسند ظهره إلى شيء أو يضع إحدى يديه على الأرض وكل ذلك خلاف الأدب المطلوب حال الأكل وبعضه فعل المتكبرين وبعضه فعل المكثرين من الطعام قال الكرماني وليس المراد بالاتكاء الميل والاعتماد على أحد جانبيه كما يجلسه العامة ومن حمل عليه تأويلا على مذهب الطب بأنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلا ولا يسيغه هنيئا وربما يتأذى به قوله ( ولا يطأ عقبيه رجلان ) أي لا يمشي رجلان خلفه فضلا عن الزيادة يعني أنه من غاية التواضع لا يتقدم أصحابه في المشي بل إما أن يمشي خلفهم كما جاء ويسوق أصحابه أو يمشي فيهم وحاصل الحديث أنه لم يكن على طريق الملوك والجبابرة في الأكل والمشي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وبارك وكرم والرجلان بفتح الراء وضم الجيم هو المشهور ويحتمل كسر الراء وسكون الجيم أي القدمان والمعنى لا يمشي خلفه أحد ذو رجلين بل هو أقرب بتثنية عقبيه كما هو رواية المصنف وقد ضبط كذلك في بعض النسخ والحديث [ ص: 108 ] رواه أبو داود في الأطعمة .




                                                                              الخدمات العلمية