الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 312 ] النوع السبعون في المبهمات .

أفرده بالتأليف السهيلي ، ثم ابن عسكر ثم القاضي بدر الدين بن جماعة ولي فيه تأليف لطيف مع فوائد الكتب المذكورة مع زوائد أخرى على صغر حجمه جدا ، وكان من السلف من يعتني به كثيرا . قال عكرمة : طلبت الذي خرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم أدركه الموت أربع عشرة سنة .

وللإبهام في القرآن أسباب .

أحدها : الاستغناء ببيانه في موضع آخر كقوله : صراط الذين أنعمت عليهم [ الفاتحة : 7 ] . فإنه مبين في قوله : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [ النساء : 69 ] . .

الثاني : أن يتعين لاشتهاره كقوله : وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة [ البقرة : 35 ] . ولم يقل : حواء لأنه ليس له غيرها ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه [ البقرة : 258 ] . والمراد نمروذ لشهرة ذلك لأنه المرسل إليه .

قيل : وقد ذكر الله فرعون في القرآن باسمه ولم يسم نمروذ ، لأن فرعون كان أذكى منه كما يؤخذ من أجوبته [ ص: 313 ] لموسى ، ونمروذ كان بليدا ولهذا قال : أنا أحيي وأميت وفعل ما فعل من قتل شخص والعفو عن آخر ، وذلك غاية البلادة .

الثالث : قصد الستر عليه ليكون أبلغ من استعطافه نحو : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا [ البقرة : 204 ] . الآية هو الأخنس بن شريق وقد أسلم بعد وحسن إسلامه .

الرابع : أن لا يكون في تعيينه كبير فائدة نحو : أو كالذي مر على قرية [ البقرة : 259 ] . واسألهم عن القرية [ الأعراف : 163 ] .

الخامس : التنبيه على العموم وأنه غير خاص بخلاف ما لو عين نحو : ومن يخرج من بيته مهاجرا [ النساء : 100 ] .

السادس : تعظيمه بالوصف الكامل دون الاسم نحو : ولا يأتل أولو الفضل [ النور : 22 ] . والذي جاء بالصدق وصدق به [ الزمر : 33 ] . إذ يقول لصاحبه [ التوبة : 40 ] . والمراد الصديق في الكل .

السابع : تحقيره بالوصف الناقص نحو : إن شانئك هو الأبتر [ الكوثر : 3 ] . .

التالي السابق


الخدمات العلمية