الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب الحدود ( أخبرنا الربيع ) قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا رجل عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن الشعبي أن عليا رضي الله تعالى عنه جلد شراحة يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة وقال : أجلدها بكتاب الله وأرجمها بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليسوا يقولون بهذا ، يقولون : ترجم ، ولا تجلد ، والسنة الثابتة أن تجلد البكر ، ولا ترجم ، وترجم الثيب ولا تجلد وقد { رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماعزا ولم يجلده ، وقال لأنيس اغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا أنيس فاعترفت فرجمها } ( أخبرنا الربيع ) قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أشياخه أن عليا رضي الله تعالى عنه جلد امرأة في الزنا وعليها درع قيل لي : جديد ، وكذلك يقول المفتون ، ولا أعلمهم يختلفون في ذلك . هشيم عن الشيباني عن الشعبي أن عليا نفى إلى البصرة .

ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أشياخه أن عليا رضي الله تعالى عنه نفى إلى البصرة وليسوا يأخذون بهذا ويزعمون أنه لا نفى علي أحدا ، وأما نحن فنأخذ به ; لأنه موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة ( أخبرنا الربيع ) قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا مالك وسفيان عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجلين اللذين اختصما إليه : لأقضين بينكما بكتاب الله عز وجل على ابنك جلد مائة وتغريب عام } ابن مهدي عن سفيان عن نسير بن ذعلوق عن خليد الثوري أن رجلا أقر عند علي بحد فجهد عليه أن يخبره ما هو فأبى فقال : اضربوه حتى ينهاكم ، وهم يخالفون هذا ، ولا يقولون به ، ولا أعلمهم يروون عن أحد من أصحاب النبي خلاف هذا فإن كانوا يثبتون مثل هذه الرواية عن علي رضي الله تعالى عنه فيلزمهم أن يقولوا بهذا ( أخبرنا الربيع ) قال : أخبرنا الشافعي قال : أخبرنا ابن مهدي عن سفيان وإسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي جميلة عن علي رضي الله تعالى عنه قال : [ ص: 191 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم } وهم يخالفون هذا إلى غير فعل أحد علمته من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نقول به وهو السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية