الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 321 ] كلا ( كلا ) حرف ردع وإبطال . والغالب أن يقع بعد كلام من متكلم واحد أو من متكلم وسامع مثل قوله تعالى ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين

فيفيد الردع عما تضمنه الكلام المحكي قبله . ومنه قوله تعالى ( كلا سنكتب ما يقول ) في سورة مريم ، ويجوز تقديمه على الكلام إذا أريد التعجيل بالردع والتشويق إلى سماع ما بعده ، وهو هنا محتمل لأن يكون إبطالا لما قبله من قولهم : فإذا أراد الله بهذا مثلا ، فيكون ما بينهما اعتراضا ويكون قوله ( والقمر ) ابتداء كلام فيحسن الوقف على ( كلا ) . ويحتمل أن يكون حرف إبطال مقدما على الكلام الذي بعده من قوله ( إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر ) تقديم اهتمام لإبطال ما يجيء بعده من مضمون قوله ( نذيرا للبشر ) ، أي من حقهم أن ينتذروا بها فلم ينتذر أكثرهم على نحو معنى قوله ( وأنى له الذكرى ) فيحسن أن توصل في القراءة بما بعدها .

التالي السابق


الخدمات العلمية