الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 216 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الجن

سميت في كتب التفسير وفي المصاحف التي رأيناها ومنها الكوفي المكتوب بالقيروان في القرن الخامس " سورة الجن " وكذلك ترجمها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه ، وترجمها البخاري في كتاب التفسير " سورة قل أوحي إلي " .

واشتهرت على ألسنة المكتبين والمتعلمين في الكتاتيب القرآنية باسم " قل أوحي " .

ولم يذكرها في الإتقان في عداد السور التي لها أكثر من اسم ، ووجه التسميتين ظاهر .

وهي مكية بالاتفاق .

ويظهر أنها نزلت في حدود سنة عشر من البعثة ، ففي الصحيحين وجامع الترمذي من حديث ابن عباس أنه قال : انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من [ ص: 217 ] أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر وأنه استمع فريق من الجن إلى قراءته فرجعوا إلى طائفتهم فقالوا : إنا سمعنا قرآنا عجبا ، وأنزل الله على نبيه قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن .

وذكر ابن إسحاق أن نزول هذه السورة كان بعد سفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف يطلب النصرة من ثقيف ، أي : وذلك يكون في سنة عشر بعد البعثة وسنة ثلاث قبل الهجرة .

وقد عدت السورة الأربعين في نزول السور نزلت بعد الأعراف وقبل يس .

واتفق أهل العدد على عد آيها ثمان وعشرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية