الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإن من شيعته لإبراهيم ( 83 ) إذ جاء ربه بقلب سليم ( 84 ) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ( 85 ) أئفكا آلهة دون الله تريدون ( 86 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وإن من أشياع نوح على منهاجه وملته والله لإبراهيم خليل الرحمن .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( وإن من شيعته لإبراهيم ) يقول : من أهل دينه .

حدثني ابن حميد قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد ، في قوله ( وإن من شيعته لإبراهيم ) قال : على منهاج نوح وسنته .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( وإن من شيعته لإبراهيم ) قال : على منهاجه وسنته .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وإن من شيعته لإبراهيم ) قال : على دينه وملته .

[ ص: 62 ] حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله ( وإن من شيعته لإبراهيم ) قال : من أهل دينه .

وقد زعم بعض أهل العربية أن معنى ذلك : وإن من شيعة محمد لإبراهيم ، وقال : ذلك مثل قوله ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم ) بمعنى : أنا حملنا ذرية من هم منه ، فجعلها ذرية لهم ، وقد سبقتهم .

وقوله ( إذ جاء ربه بقلب سليم ) يقول - تعالى ذكره - : إذ جاء إبراهيم ربه بقلب سليم من الشرك ، مخلص له التوحيد .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إذ جاء ربه بقلب سليم ) والله ، من الشرك .

حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله ( إذ جاء ربه بقلب سليم ) قال : سليم من الشرك .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن ليث ، عن مجاهد ( بقلب سليم ) قال : لا شك فيه . وقال آخرون في ذلك بما حدثنا أبو كريب قال : ثنا عثام بن علي قال : ثنا هشام ، عن أبيه قال : يا بني لا تكونوا لعانين ، ألم تروا إلى إبراهيم لم يلعن شيئا قط ، فقال الله : ( إذ جاء ربه بقلب سليم )

وقوله ( إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ) يقول حين قال : يعني إبراهيم لأبيه وقومه : أي شيء تعبدون .

وقوله ( أئفكا آلهة دون الله تريدون ) يقول : أكذبا معبودا غير الله تريدون .

التالي السابق


الخدمات العلمية