الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 35 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( إنكم لذائقو العذاب الأليم ( 38 ) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون ( 39 ) إلا عباد الله المخلصين ( 40 ) أولئك لهم رزق معلوم ( 41 ) )

يقول - تعالى ذكره - لهؤلاء المشركين من أهل مكة ، القائلين لمحمد : شاعر مجنون ( إنكم ) أيها المشركون ( لذائقو العذاب الأليم ) الموجع في الآخرة ( وما تجزون ) يقول : وما تثابون في الآخرة إذا ذقتم العذاب الأليم فيها ( إلا ) ثواب ( ما كنتم تعملون ) في الدنيا ، معاصي الله . وقوله ( إلا عباد الله المخلصين ) يقول : إلا عباد الله الذين أخلصهم يوم خلقهم لرحمته ، وكتب لهم السعادة في أم الكتاب ، فإنهم لا يذوقون العذاب ، لأنهم أهل طاعة الله ، وأهل الإيمان به .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إلا عباد الله المخلصين ) قال : هذه ثنية الله .

وقوله ( أولئك لهم رزق معلوم ) يقول : هؤلاء هم عباد الله المخلصون لهم رزق معلوم ، وذلك الرزق المعلوم : هو الفواكه التي خلقها الله لهم في الجنة .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أولئك لهم رزق معلوم ) في الجنة .

حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله ( أولئك لهم رزق معلوم ) قال : في الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية