الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يوم يجمعكم ليوم الجمع متعلق بفعل لتنبؤن بما عملتم الذي هو كناية عن ( تجازون ) على تكذيبكم بالبعث فيكون من تمام ما أمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن يقوله لهم ابتداء من قوله تعالى قل بلى وربي لتبعثن .

والضمير المستتر في ( يجمعكم ) عائد إلى اسم الجلالة في قوله والله بما تعملون خبير .

ومعنى ( يجمعكم ) يجمع المخاطبين والأمم من الناس كلهم ، قال تعالى هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين .

ويجوز أن يراد الجمع الذي في قوله تعالى أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ، وهذا زيادة تحقيق للبعث الذي أنكروه .

واللام في ليوم الجمع يجوز أن يكون للتعليل ، أي يجمعكم لأجل اليوم المعروف بالجمع المخصوص . وهو الذي لأجل جمع الناس ، أي يبعثكم لأجل أن يجمع الناس كلهم للحساب ، فمعنى الجمع هذا غير معنى الذي في يجمعكم .

فليس هذا من تعليل الشيء بنفسه بل هو من قبيل التجنيس .

ويجوز أن يكون اللام بمعنى ( في ) على نحو ما قيل في قوله تعالى لا يجليها لوقتها إلا هو ، وقوله يا ليتني قدمت لحياتي وقول العرب : مضى لسبيله ، أي في طريقه وهو طريق الموت .

والأحسن عندي أن يكون اللام للتوقيت ، وهي التي بمعنى ( عند ) كالتي في قولهم : كتب لكذا مضين مثلا ، وقوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس . [ ص: 275 ] وهو استعمال يدل على شدة الاقتراب ولذلك فسروه بمعنى ( عند ) ، ويفيد هنا : أنهم مجموعون في الأجل المعين دون تأخير ردا على قولهم لن يبعثوا ، فيتعلق قوله ليوم الجمع بفعل ( يجمعكم ) .

ف ( يوم الجمع ) هو يوم الحشر . وفي الحديث ( يجمع الله الأولين والآخرين ) إلخ . جعل هذا المركب الإضافي لقبا ليوم الحشر ، قال تعالى وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير .

وقرأ الجمهور ( يجمعكم ) بياء الغائب . وقرأ يعقوب بنون العظمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية