الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ( 10 ) إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ( 11 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وسواء يا محمد على هؤلاء الذين حق عليهم القول ، أي الأمرين كان منك إليهم ; الإنذار ، أو ترك الإنذار ، فإنهم لا يؤمنون ; لأن الله قد حكم عليهم بذلك . وقوله ( إنما تنذر من اتبع الذكر ) يقول - تعالى ذكره - : إنما ينفع إنذارك يا محمد من آمن بالقرآن ، واتبع ما فيه من أحكام الله ( وخشي الرحمن ) يقول : وخاف الله حين يغيب عن أبصار الناظرين ، لا المنافق الذي يستخف بدين الله إذا خلا ويظهر الإيمان في الملإ ، ولا المشرك الذي قد طبع الله على قلبه . وقوله ( فبشره بمغفرة ) يقول : فبشر يا محمد هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب بمغفرة من الله لذنوبه ( وأجر كريم ) يقول : وثواب منه له في الآخرة كريم ، وذلك أن يعطيه على عمله ذلك الجنة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إنما تنذر من اتبع الذكر ) واتباع الذكر : اتباع القرآن .

التالي السابق


الخدمات العلمية