الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ سيف ]

                                                          سيف : السيف : الذي يضرب به ، معروف ، والجمع أسياف وسيوف وأسيف ؛ عن اللحياني ؛ وأنشد الأزهري في جمع أسيف :


                                                          كأنهم أسيف بيض يمانية عضب مضاربها باق بها الأثر

                                                          واستاف القوم وتسايفوا : تضاربوا بالسيوف . وقال ابن جني : استافوا تناولوا السيوف كقولك امتشنوا سيوفهم وامتخطوها ، قال : فأما تفسير أهل اللغة أن استاف القوم في معنى تسايفوا فتفسيره على المعنى كعادتهم في أمثال ذلك ، ألا تراهم قالوا في قول الله سبحانه : من ماء دافق ؛ إنه بمعنى مدفوق ؟ قال ابن سيده : فهذا لعمري معناه ، غير أن طريق الصنعة فيه أنه ذو دفق كما حكاه الأصمعي عنهم ، من قولهم ناقة ضارب إذا ضربت ، وتفسيره أنها ذات ضرب أي ضربت ، وكذلك قول الله تعالى : لا عاصم اليوم من أمر الله ؛ أي لا ذا عصمة ، وذو العصمة يكون مفعولا فمن هنا قيل : إن معناه لا معصوم . ويقال لجماعة السيوف : مسيفة ، ومثله مشيخة . الكسائي : المسيف المتقلد بالسيف فإذا ضرب به فهو سائف ، وقد سفت الرجل أسيفه . الفراء : سفته ورمحته . الجوهري : سافه يسيفه ضربه بالسيف . ورجل سائف أي ذو سيف ، وسياف أي صاحب سيف ، والجمع سيافة . والمسيف : الذي عليه السيف . والمسايفة : المجالدة . وريح مسياف : تقطع كالسيف ؛ قال :

                                                          ألا من لقبر لا تزال تهجه     شمال ومسياف العشي جنوب

                                                          وبرد مسيف : فيه كصور السيوف . ورجل سيفان : طويل ممشوق كالسيف ، زاد الجوهري : ضامر البطن ، والأنثى سيفانة . الليث : جارية سيفانة وهي الشطبة كأنها نصل سيف ، قال : ولا يوصف به الرجل ، والسيف ، بفتح السين : سيب الفرس . والسيف : ما كان ملتزقا بأصول السعف كالليف وليس به ؛ قال الجوهري : هذا الحرف نقلته من كتاب من غير سماع . ابن سيده : والسيف ما لزق بأصول السعف من خلال الليف وهو أردؤه وأخشنه وأجفاه ، وقد سيف سيفا وانساف . التهذيب : وقد سيفت النخلة ؛ قال الراجز يصف أذناب اللقاح :


                                                          كأنما اجتث على حلابها     نخل جؤاثى نيل من أرطابها
                                                          والسيف والليف على هدابها

                                                          والسيف : ساحل البحر ، والجمع أسياف . وحكى الفارسي : أساف القوم أتوا السيف ، ابن الأعرابي : الموضع النقي من الماء ، ومنه قيل : درهم مسيف إذا كانت له جوانب نقية من النقش . وفي حديث جابر : فأتينا سيف البحر أي ساحله . والسيف : موضع ؛ قال لبيد :


                                                          ولقد يعلم صحبي كلهم     بعدان السيف صبري ونقل

                                                          وأسفت الخرز أي خرمته ؛ قال الراعي :


                                                          مزائد خرقاء اليدين مسيفة     أخب بهن المخلفان وأحفدا

                                                          وقد تقدم في " سوف " أيضا . قال ابن بري في تفسير البيت : أي حملهما على الإسراع ، ومزائد : كان قياسها مزاود لأنها جمع مزادة ، ولكن جاء على التشبيه بفعالة ، ومثله معائش فيمن همزها . ابن بري : والمسيف الفقير ؛ وأنشد أبو زيد للقيط بن زرارة :


                                                          فأقسمت لا تأتيك مني خفارة     على الكثر إن لاقيتني ومسيفا

                                                          والسائفة من الأرض : بين الجلد والرمل . والسائفة : اسم رمل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية