الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الصعلوكي

                                                                                      العلامة ، شيخ الشافعية بخراسان ، الإمام أبو الطيب ، سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان بن محمد ، العجلي الحنفي ، ثم الصعلوكي النيسابوري ، الفقيه الشافعي .

                                                                                      تفقه على والده . [ ص: 208 ]

                                                                                      وسمع من : أبي العباس الأصم ، وأبي علي الرفاء ، وطائفة .

                                                                                      ودرس وتخرج به أئمة .

                                                                                      قال الحاكم : هو من أنظر من رأينا ، تخرج به جماعة ، وحدث وأملى .

                                                                                      قال : وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة .

                                                                                      وقال أبو إسحاق الشيرازي : كان أبو الطيب فقيها أديبا ، جمع رئاسة الدنيا والدين ، وأخذ عنه فقهاء نيسابور . وقال الحاكم : كان أبوه يجله ، ويقول : سهل والد .

                                                                                      قلت : حدث عنه الحاكم وهو أكبر منه ، وأبو بكر البيهقي وأبو نصر محمد بن سهل الشاذياخي ، وآخرون .

                                                                                      وله ألفاظ بديعة ، منها : من تصدر قبل أوانه ، فقد تصدى لهوانه .

                                                                                      وقال : إذا كان رضى الخلق معسورا لا يدرك ، كان رضى الله ميسورا لا يترك ، إنا نحتاج إلى إخوان العشرة لوقت العسرة .

                                                                                      وكان بعض العلماء يعد أبا الطيب المجدد للأمة دينها على رأس الأربعمائة ، وبعضهم عد ابن الباقلاني ، وبعضهم عد الشيخ أبا حامد [ ص: 209 ] الإسفراييني ، وهو أرجح الثلاثة .

                                                                                      توفي الإمام أبو الطيب في رجب ، سنة أربع وأربعمائة في عشر الثمانين -رحمه الله تعالى .

                                                                                      وفيها توفي السليماني وشيخ القراء أبو الفرج عبد الملك بن بكران النهرواني وقاضي قرطبة أبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن واقد المالكي ، والحافظ أبو محمد حاتم بن أبي حاتم محمد بن يعقوب الهروي مؤلف " السنن الكبير " .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية