الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن هذا لهو حق اليقين تذييل لجميع ما اشتملت عليه السورة من المعاني المثبتة .

والإشارة إلى ذلك بتأويل المذكور من تحقيق حق وإبطال باطل .

والحق : الثابت . واليقين : المعلوم جزما الذي لا يقبل التشكيك .

وإضافة " حق " إلى " اليقين " من إضافة الصفة إلى الموصوف ، أي : لهو اليقين الحق . وذلك أن الشيء إذا كان كاملا في نوعه وصف بأنه حق ذلك الجنس ، كما في الحديث " لأبعثن معكم أمينا حق أمين " . فالمعنى : أن الذي قصصنا عليك في هذه السورة هو اليقين حق اليقين ، كما يقال : زيد العالم حق عالم . ومآل هذا الوصف إلى توكيد اليقين ، فهو بمنزلة ذكر مرادف الشيء ، وإضافة المترادفين تفيد معنى التوكيد ، فلذلك فسروه بمعنى : أن هذا يقين اليقين وصواب الصواب . نريد : أنه نهاية الصواب . قال ابن عطية : وهذا أحسن ما قيل فيه .

ويجوز أن تكون الإضافة بيانية على معنى ( من ) ، وحقيقته على معنى اللام بتقدير : لهو حق الأمر اليقين ، وسيجيء نظير هذا التركيب في سورة الحاقة . وسأبين هنالك ما يزيد على ما ذكرته هنا فانظره هنالك .

وقد اشتمل هذا التذييل على أربعة مؤكدات وهي : ( إن ) ، ولام الابتداء ، وضمير الفصل ، وإضافة شبه المترادفين .

التالي السابق


الخدمات العلمية