الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين ( 49 ) )

يقول - تعالى ذكره - : وكان هؤلاء الذين أصابهم الله بهذا الغيث من عباده ، من قبل أن ينزل عليهم هذا الغيث ، من قبل هذا الغيث ( لمبلسين ) يقول : لمكتئبين حزنين ؛ باحتباسه عنهم .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين ) : أي قانطين .

واختلف أهل العربية في وجه تكرير " من قبله " وقد تقدم قبل ذلك قوله : ( من قبل أن ينزل عليهم ) فقال بعض نحويي البصرة : رد من قبله على التوكيد ، نحو قوله : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) . وقال غيره : ليس ذلك كذلك ؛ لأن مع ( من قبل أن ينزل عليهم ) حرفا ليس مع الثانية ، قال : فكأنه قال : من قبل التنزيل من قبل المطر ، فقد اختلفتا ، وأما ( كلهم أجمعون ) وكد بأجمعين ؛ لأن كلا يكون اسما ويكون توكيدا ، وهو قوله : أجمعون . والقول عندي في قوله : ( من قبله ) على وجه التوكيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية