الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الثناء بالمعروف

                                                                                                          2035 حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا حدثنا الأحوص بن جواب عن سعير بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء قال أبو عيسى هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وسألت محمدا فلم يعرفه حدثني عبد الرحيم بن حازم البلخي قال سمعت المكي بن إبراهيم يقول كنا عند ابن جريج المكي فجاء سائل فسأله فقال ابن جريج لخازنه أعطه دينارا فقال ما عندي إلا دينار إن أعطيته لجعت وعيالك قال فغضب وقال أعطه قال المكي فنحن عند ابن جريج إذ جاءه رجل بكتاب وصرة وقد بعث إليه بعض إخوانه وفي الكتاب إني قد بعثت خمسين دينارا قال فحل ابن جريج الصرة فعدها فإذا هي أحد وخمسون دينارا قال فقال ابن جريج لخازنه قد أعطيت واحدا فرده الله عليك وزادك خمسين دينارا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ) أبو إسحاق الطبري نزيل بغداد ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة من العاشرة ( والحسين بن الحسن المروزي ) قال في التقريب : الحسين بن الحسن بن حرب السلمي أبو عبد الله المروزي نزيل مكة صدوق من العاشرة ( بمكة ) وفي بعض النسخ : وكان سكن بمكة ( حدثنا الأحوص بن جواب ) بفتح الجيم وتشديد الواو الضبي يكنى أبا الجواب كوفي صدوق ربما وهم من التاسعة ( عن سعيد بن الخمس ) قال في التقريب سعير آخره راء مصغرا ابن الخمس بكسر المعجمة وسكون الميم ثم مهملة التميمي أبو مالك ، وأبو الأحوص صدوق من السابعة .

                                                                                                          قوله : ( من صنع ) بصيغة المجهول ( معروفا ) كذا وقع في النسخ الموجودة بالنصب ووقع في المشكاة والجامع الصغير معروف بالرفع ، قال القاري في المرقاة : وفي نسخة يعني من المشكاة معروفا بالنصب أي أعطى عطاء ( فقال لفاعله ) أي بعد عجزه عن إثابته أو مطلقا ( جزاك الله خيرا ) أي خير الجزاء أو أعطاك خيرا من خيري الدنيا والآخرة ( فقد أبلغ في الثناء ) أي بالغ في أداء شكره وذلك أنه اعترف بالتقصير وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه ففوض جزاءه إلى الله ليجزيه الجزاء الأوفى ، قال بعضهم : إذا قصرت يداك بالمكافأة ، فليطل لسانك بالشكر والدعاء .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن جيد غريب ) وأخرجه النسائي وابن حبان ، قال المناوي في شرح الجامع الصغير : إسناده صحيح ، ( وقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ) لم أقف على ما [ ص: 157 ] روي عن أبي هريرة بمثل حديث الباب ، نعم روى الترمذي وغيره عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يشكر الناس لم يشكر الله .




                                                                                                          الخدمات العلمية