الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وكفلها زكرياء .

عد هذا في فضائل مريم ، لأنه من جملة ما يزيد فضلها ؛ لأن أبا التربية يكسب خلقه وصلاحه مرباه .

وزكرياء كاهن إسرائيلي اسمه زكرياء من بني أبيا بن باكر بن بنيامين من كهنة اليهود ، جاءته النبوءة في كبره وهو ثاني من اسمه زكرياء من أنبياء بني إسرائيل ، وكان متزوجا امرأة من ذرية هارون اسمها ( اليصابات ) وكانت امرأته نسيبة مريم كما في إنجيل لوقا قيل : كانت أختها . والصحيح أنها كانت خالتها ، أو من قرابة أمها ، ولما ولدت مريم كان أبوها قد مات فتنازع كفالتها جماعة من أحبار بني إسرائيل حرصا [ ص: 236 ] على كفالة بنت حبرهم الكبير ، واقترعوا على ذلك كما يأتي ، فطارت القرعة لزكرياء ، والظاهر أن جعل كفالتها للأحبار لأنها محررة لخدمة المسجد ، فيلزم أن تربى تربية صالحة لذلك .

وقرأ الجمهور : وكفلها زكرياء - بتخفيف الفاء من كفلها - أي تولى كفالتها ، وقرأ حمزة ، وعاصم ، والكسائي ، وخلف : وكفلها ، بتشديد الفاء أي أن الله جعل زكرياء كافلا لها ، وقرأ الجمهور زكرياء بهمزة في آخره ، ممدودا وبرفع الهمزة ، وقرأه حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وخلف : بالقصر ، وقرأه أبو بكر عن عاصم : بالهمزة في آخره ، ونصب الهمزة .

التالي السابق


الخدمات العلمية