الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1708 [ ص: 233 ] ( 2 ) باب ما جاء في صفة عيسى ابن مريم عليه السلام ، والدجال

                                                                                                                        1709 - مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أراني الليلة عند الكعبة ، فرأيت رجلا آدم ، كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال ، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم ، قد رجلها فهي تقطر ماء ، متكئا على رجلين ، أو على عواتق رجلين ، يطوف بالكعبة ، فسألت : من هذا ؟ قيل : هذا المسيح ابن مريم ، ثم إذا أنا برجل جعد قطط ، أعور العين اليمنى . كأنها عنبة طافية ، فسألت من هذا ؟ فقيل لي : هذا المسيحالدجال " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        39396 - قال أبو عمر : لم يختلف على مالك في إسناد هذا الحديث ولا في لفظه .

                                                                                                                        39397 - وكذلك رواه أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                        39398 - ورواه ابن شهاب ، عن سالم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم أطوف بالكعبة " فذكر نحوه في صفة المسيح ابن مريم ، وقال : ثم ذهبت ألتفت ، فإذا رجل جسيم أحمر ، جعد الرأس ، أعور العين ، كأن عينيه [ ص: 234 ] عنبة طافية ، قلت : من هذا ؟ قال : الدجال ، وإذا أقرب الناس شبها به ابن قطن ، رجل من خزاعة " .

                                                                                                                        39399 - وفي حديث جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة الدجال : " قصير أفحج ، جعد ، أعور مطموس العين " .

                                                                                                                        39400 - وفي حديث الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس ، حديث الجساسة في صفة الدجال : أعظم إنسان رأيناه خلقا ، وأشده وثاقا .

                                                                                                                        39401 - وفي حديث الزهري ، عن أبي سلمة ، عن فاطمة بنت قيس في ذلك : فإذا رجل يجر شعره مسلسل في الأغلال ، ينزو فيما بين السماء والأرض .

                                                                                                                        39402 - وهذه كلها آثار ثابتة صحاح من جهة الإسناد والنقل .

                                                                                                                        39403 - والآثار مختلفة في نتوء عينه ، وفي أي عينيه هي العوراء ؟ ولم يختلف في أنه أعور .

                                                                                                                        [ ص: 235 ] 39404 - والعنبة الطافية الممتلئة المنتفخة التي طفت على وجهه .

                                                                                                                        39405 - وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال كما رآه في منامه ، ورؤياه ورؤيا الأنبياء مثله وحي ، ووصف عيسى " بأنه آدم ، والأدمة لون العرب وهي السمرة في الرجال .

                                                                                                                        39406 - وقد تقول العرب للأبيض من الإبل : الآدم . والآدم من الظباء عندهم هو لون التراب واللمة : واللمة هي أكمل من الوفرة ، والوفرة ما بلغت الأذنين من شعر الرأس .

                                                                                                                        39407 - وروى مجاهد ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة المسيح أنه أحمر ، جعد ، عريض الصدر .

                                                                                                                        39408 - والأحمر عند العرب الأبيض .

                                                                                                                        39409 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثت إلى الأحمر والأسود " .

                                                                                                                        39410 - وقال عكرمة في قول الله - عز وجل - ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) [ الإسراء : 60 ] قال : أري إبراهيم وموسى وعيسى فذكر أن عيسى رجل أبيض ، نحيف مبطن ، كأنه عروة بن مسعود .

                                                                                                                        39411 - وقد ذكرنا الآثار التي أشرنا إليها هاهنا في " التمهيد " بأسانيدها ومتونها ، وذكرنا من أخبار عيسى ابن مريم - عليه السلام - هناك في رفعه ، وكيف كان الأمر في ذلك ، ومعنى توفيه ، واختلاف العلماء فيه ، وقتله للدجال ، [ ص: 236 ] بباب لد بعد نزوله عند المنارة البيضاء بدمشق أخبارا حسانا ، وفي هذا كفاية والحمد لله كثيرا .

                                                                                                                        39412 - وأهل السنة مصدقون بنزول عيسى في الآثار الثابتة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الآحاد العدول .

                                                                                                                        39413 - وقوله صلى الله عليه وسلم : " ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما " .

                                                                                                                        39414 - ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وتكون الدعوة لله رب العالمين " .

                                                                                                                        39415 - حدثني أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن ، وعبد الوارث بن سفيان قالا : حدثني قاسم بن أصبغ قال : حدثني الحارث بن أبي أسامة قال : حدثني روح بن عبادة قال : حدثني سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إن الدجال خارج وهو أعور العين الشمال ، عليها ظفرة غليظة ، وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحيي الموتى ، ويقول للناس : أنا ربكم ، فمن قال : أنت ربي ، فقد فتن ، ومن قال : ربي الله ، حتى [ ص: 237 ] يموت على ذلك ، فقد عصم من فتنته ، ولا فتنة عليه ، فيلبث في الأرض ما شاء الله ، ثم يجيء عيسى ابن مريم من جهة المغرب مصدقا لمحمد ، وعلى ملته ، فيقتل الدجال ، ثم إنما هو قيام الساعة " .

                                                                                                                        39416 - ففي حديث سمرة هذا : " أعور العين الشمال " .

                                                                                                                        39417 - وفي حديث ابن عمر : " أعور العين اليمنى " . فالله أعلم .

                                                                                                                        39418 - وقد روى محمد بن عبيد الطنافسي قال : حدثني مجالد بن سعيد ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد الخدري قال : عين الدجال كأنها كوكب دري . يقولون : إنه لم يرو محمد بن عبيد ، عن مجالد إلا هذا الحديث .




                                                                                                                        الخدمات العلمية