الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة

                                                                                                                                                                                                        188 حدثنا مسدد قال حدثنا خالد بن عبد الله قال حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد أنه أفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثم غسل أو مضمض واستنشق من كفة واحدة ففعل ذلك ثلاثا فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ومسح برأسه ما أقبل وما أدبر وغسل رجليه إلى الكعبين ثم قال هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 356 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 356 ] قوله : ( باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة ) تقدم الكلام على ذلك قريبا في باب مسح الرأس ، وتقدمت المسألة أيضا في حديث ابن عباس في أوائل الوضوء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ثم غسل ) أي : فمه ( أو مضمض ) كذا عنده بالشك ، وأخرجه مسلم عن محمد بن الصباح عن خالد بسنده هذا من غير شك ولفظه " ثم أدخل يده فاستخرجها فمضمض واستنشق " وأخرجه أيضا الإسماعيلي من طريق وهب بن بقية عن خالد كذا ، فالظاهر أن الشك فيه من مسدد شيخ البخاري . وأغرب الكرماني فقال : الظاهر أن الشك فيه من التابعي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( من كفة واحدة ) كذا في رواية أبي ذر ، وفي نسخة " من غرفة واحدة " وللأكثر " من كف " بغير هاء . قال ابن بطال : المراد بالكفة الغرفة ، فاشتق لذلك من اسم الكف عبارة عن ذلك المعنى ، قال : ولا يعرف في كلام العرب إلحاق هاء التأنيث في الكف ، ومحصله : أن المراد بقوله كفة فعلة ، لا أنها تأنيث الكف . وقال صاحب المشارق : قوله من كفة هي بالضم والفتح كغرفة وغرفة أي ما ملأ كفه من الماء .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( ثم غسل يديه ) لم يذكر غسل الوجه اختصارا ، وهو ثابت في رواية مسلم وغيره . وبقية مباحث هذا الحديث تقدمت قريبا .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية