الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 120 ] [ ص: 121 ] كتاب الكاف

                                                          باب الكاف وما بعدها في الثنائي أو المطابق

                                                          ( كل ) الكاف واللام أصول ثلاثة صحاح . فالأول يدل على خلاف الحدة ، والثاني يدل على إطافة شيء بشيء ، والثالث عضو من الأعضاء .

                                                          فالأول كل السيف يكل كلولا وكلة . والكليل : السيف يكل حده . وربما قالوا في المصدر كلالة أيضا . وكذلك اللسان والطرف الكليلان . ويقال : أكل القوم ، إذا كلت إبلهم . وكلل فلان مثل نكل ، وقال قوم : كلل : حمل; وهذا خلاف الأول ، ولعله أن يكون من المتضادات . ومن الباب الكل : العيال ، قال الله تعالى : وهو كل على مولاه . ويقال : الكل : اليتيم; وسمي بذلك لإدارته . والإكليل : منزل من منازل القمر ، وهذا على التشبيه . والإكليل : السحاب يدور بالمكان . قال محمد بن يزيد : سمي الإكليل لإطافته بالرأس . فأما الكلالة فقال محمد : الكلالة هم الرجال الورثة ، كما قال أعرابي : " مالي كثير ، ويرثني كلالة متراخ نسبهم " . قال : وهو مصدر من تكلله النسب ، أي تعطف عليه ، فسموا بالمصدر . والعلماء يقولون في الكلالة أقوالا متقاربة . قالوا : الكلالة : بنو العم الأباعد ، كذا قال ابن الأعرابي : فأما غيره [ ص: 122 ] من أهل العلم فروى زهير عن جابر بن عامر ، قال : لما قال أبو بكر : " من مات وليس له ولد ولا والد فورثته كلالة " ضج علي منها ، ثم رجع إلى قوله . قال المبرد : والولد خارج من الكلالة . قال : والعرب تقول : لم يرثه كلالة ، أي لم يرثه عن عرض بل عن قرب واستحقاق ، كما قال الفرزدق :


                                                          ورثتم قناة الملك غير كلالة عن ابني مناف عبد شمس وهاشم

                                                          وأما الآخر فالكلكل : الصدر . ومحتمل أن يكون هذا محمولا على الذي قبله ، كأن الصدر معطوف على ما تحته .

                                                          ومما شذ عن الباب الكلكل : القصير . وانكلت المرأة ، إذا ضحكت تنكل . فأما كل فهو اسم موضوع للإحاطة مضاف أبدا إلى ما بعده . وقولهم الكل وقام الكل فخطأ ، والعرب لا تعرفه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية