الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( مسالك العلة ) لما فرغ من شروط العلة وغيرها من أركان القياس شرع في بيان الطرق التي تدل على كون الوصف علة ، ويعبر عنها بمسالك العلة . المسلك الأول ( الإجماع ) وقدم لقوته . سواء كان قطعيا أو ظنيا ، وأخر النص لطول الكلام على تفاصيله ، والمراد بثبوت العلة بالإجماع : أن تجمع الأمة على أن هذا الحكم علته كذا . كإجماعهم في قوله صلى الله عليه وسلم { لا يقضي القاضي وهو غضبان } على أن علته شغل القلب ، وكإجماعهم على تعليل تقديم الأخ من الأبوين في الإرث على الأخ للأب بامتزاج النسبين ، أي وجودهما فيه ، فيقاس عليه تقديمه في ولاية النكاح ، وصلاة الجنازة ، وتحمل العقل ، والوصية لأقرب الأقارب والوقف عليه ونحوه .

فإن قلت : إذا أجمعوا على هذا التعليل فكيف يتجه الخلاف في هذه الصورة ؟ قلت : لعل منشأ الخلاف التنازع في وجود العلة في الأصل أو الفرع أو في حصول شرطها أو مانعها ، لا في كونها علة . قاله ابن العراقي وغيره ، وكإجماعهم على تعليل الولاية على الصغير بكونه صغيرا ، فيقاس عليه الولاية عليه في النكاح .

التالي السابق


الخدمات العلمية