الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ( 24 ) )

يقول تعالى ذكره : أتخذ هؤلاء المشركون من دون الله آلهة تنفع وتضر ، وتخلق وتحيي وتميت؟ ، قل يا محمد لهم : هاتوا برهانكم ، يعني حجتكم يقول : هاتوا إن كنتم تزعمون أنكم محقون في قيلكم ذلك حجة ودليلا على صدقكم .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( قل هاتوا برهانكم ) يقول : هاتوا بينتكم على ما تقولون .

وقوله ( هذا ذكر من معي ) يقول : هذا الذي جئتكم به من عند الله من القرآن والتنزيل ( ذكر من معي ) يقول : خبر من معي مما لهم من ثواب الله على إيمانهم به ، وطاعتهم إياه ، وما عليهم من عقاب الله على معصيتهم إياه وكفرهم به ( وذكر من قبلي ) يقول : وخبر من قبلي من الأمم التي سلفت قبلي ، وما فعل الله بهم في الدنيا وهو فاعل بهم في الآخرة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( هذا ذكر من معي ) يقول : هذا القرآن فيه ذكر الحلال والحرام [ ص: 427 ] ( وذكر من قبلي ) يقول : ذكر أعمال الأمم السالفة وما صنع الله بهم إلى ما صاروا .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج ( هذا ذكر من معي ) قال : حديث من معي وحديث من قبلي .

وقوله ( بل أكثرهم لا يعلمون الحق ) يقول : بل أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون الصواب فيما يقولون ولا فيما يأتون ويذرون ، فهم معرضون عن الحق جهلا منهم به وقلة فهم .

وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ) عن كتاب الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية