الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 7 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه : وما أرسلنا يا محمد قبلك رسولا إلى أمة من الأمم التي خلت قبل أمتك إلا رجالا مثلهم نوحي إليهم ، ما نريد أن نوحيه إليهم من أمرنا ونهينا ، لا ملائكة ، فماذا أنكروا من إرسالنا لك إليهم ، وأنت رجل كسائر الرسل الذين قبلك إلى أممهم . وقوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم : هل هذا إلا بشر مثلكم ، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد ، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة ، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) يقول فاسألوا أهل التوراة [ ص: 414 ] والإنجيل قال أبو جعفر : أراه أنا قال : يخبروكم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق . وقيل : أهل الذكر : أهل القرآن .

ذكر من قال ذلك :

حدثني أحمد بن محمد الطوسي قال : ثني عبد الرحمن بن صالح قال : ثني موسى بن عثمان عن جابر الجعفي قال : لما نزلت ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) قال : علي : نحن أهل الذكر .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) قال : أهل القرآن ، والذكر : القرآن . وقرأ ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية