الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ( 5 ) )

يقول تعالى ذكره : ما صدقوا بحكمة هذا القرآن ، ولا أنه من عند الله ، ولا أقروا بأنه وحي أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، بل قال بعضهم : [ ص: 412 ] هو أهاويل رؤيا رآها في النوم ، وقال بعضهم : هو فرية واختلاق افتراه واختلقه من قبل نفسه ، وقال بعضهم : بل محمد شاعر ، وهذا الذي جاءكم به شعر ( فليأتنا ) به يقول : قالوا فليجئنا محمد إن كان صادقا في قوله ، إن الله بعثه رسولا إلينا وإن هذا الذي يتلوه علينا وحي من الله أوحاه إلينا ، ( بآية ) يقول : بحجة ودلالة على حقيقة ما يقول ويدعي ( كما أرسل الأولون ) يقول : كما جاءت به الرسل الأولون من قبله من إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص وكناقة صالح ، وما أشبه ذلك من المعجزات التي لا يقدر عليها إلا الله ولا يأتي بها إلا الأنبياء والرسل .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( أضغاث أحلام ) أي فعل حالم ، إنما هي رؤيا رآها ( بل افتراه بل هو شاعر ) كل هذا قد كان منهم . وقوله ( فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ) يقول : كما جاء عيسى بالبينات وموسى بالبينات ، والرسل .

حدثني علي قال : ثنا عبد الله قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله ( أضغاث أحلام ) قال : مشتبهة .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( أضغاث أحلام ) قال أهاويلها .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله .

وقال تعالى ذكره : بل قالوا : ولا جحد في الكلام ظاهر فيحقق ببل ، لأن الخبر عن أهل الجحود والتكذيب ، فاجتزي بمعرفة السامعين بما دل عليه قوله ، بل من ذكر الخبر عنهم على ما قد بينا .

التالي السابق


الخدمات العلمية