الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن شنبوذ

                                                                                      شيخ المقرئين أبو الحسن ، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ ، المقرئ ، أكثر الترحال في الطلب .

                                                                                      [ ص: 265 ] وتلا على : هارون بن موسى الأخفش ، وقنبل المكي ، وإسحاق الخزاعي ، وإدريس الحداد ، والحسن بن العباس الرازي ، وإسماعيل النحاس ، ومحمد بن شاذان الجوهري ، وعدد كثير ، قد ذكرتهم في " طبقات القراء " .

                                                                                      وسمع الحديث من : عبد الرحمن كربزان ، ومحمد بن الحسين الحنيني ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، وطائفة .

                                                                                      وكان إماما صدوقا أمينا متصونا ، كبير القدر .

                                                                                      تلا عليه : أحمد بن نصر الشذائي ، وأبو الفرج الشنبوذي تلميذه ، وأبو أحمد السامري ، والمعافى الجريري ، وابن فورك القباب ، وإدريس بن علي المؤدب ، وأبو العباس المطوعي ، وغزوان بن القاسم ، وخلق .

                                                                                      وحدث عنه أبو طاهر بن أبي هاشم ، وأبو الشيخ ، وأبو بكر بن شاذان ، واعتمده أبو عمرو الداني ، والكبار ، وثوقا بنقله وإتقانه ، لكنه كان له رأي في القراءة بالشواذ التي تخالف رسم الإمام ، فنقموا عليه لذلك . وبالغوا وعزروه . والمسألة مختلف فيها في الجملة ، وما عارضوه أصلا فيما أقرأ به ليعقوب ولا لأبي جعفر ; بل فيما خرج عن المصحف [ ص: 266 ] العثماني . وقد ذكرت ذلك مطولا في طبقات القراء .

                                                                                      قال أبو شامة : كان الرفق بابن شنبوذ أولى ، وكان اعتقاله وإغلاظ القول له كافيا . وليس -كان- بمصيب فيما ذهب إليه ، لكن أخطاؤه في واقعة لا تسقط حقه من حرمة أهل القرآن والعلم .

                                                                                      قلت : مات في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وهو في عشر الثمانين أو جاوزه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية