الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      جندب الأزدي ( ت )

                                                                                      فذاك جندب بن عبد الله ، ويقال : جندب بن كعب ، أبو عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      روى عن النبي ، وعن علي ، وسلمان الفارسي .

                                                                                      حدث عنه : أبو عثمان النهدي ، والحسن البصري ، وتميم بن الحارث ، وحارثة بن وهب .

                                                                                      قدم دمشق ، ويقال له : جندب الخير ، وهو الذي قتل المشعوذ .

                                                                                      روى خالد الحذاء ، عن أبي عثمان النهدي : أن ساحرا كان يلعب [ ص: 176 ] عند الوليد بن عقبة الأمير ، فكان يأخذ سيفه ، فيذبح نفسه ولا يضره ، فقام جندب إلى السيف ، فأخذه ، فضرب عنقه ، ثم قرأ : أفتأتون السحر وأنتم تبصرون .

                                                                                      إسماعيل بن مسلم : عن الحسن ، عن جندب الخير ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حد الساحر ضربه بالسيف .

                                                                                      ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، أن الوليد كان بالعراق ، فلعب بين يديه ساحر ، فكان يضرب رأس الرجل ، ثم يصيح به ، فيقوم خارجا ، فيرتد إليه رأسه ، فقال الناس : سبحان الله سبحان الله ، ورآه رجل من صالحي المهاجرين ، فلما كان من الغد اشتمل على سيفه ، فذهب ليلعب ، فاخترط الرجل سيفه ، فضرب عنقه ، وقال : إن كان صادقا ، فليحي نفسه . فسجنه الوليد ، فهربه السجان لصلاحه .

                                                                                      وعن أبي مخنف لوط ، عن خاله ، عن رجل ، قال : جاء ساحر من بابل ، فأخذ يري الناس الأعاجيب ، يريهم حبلا في المسجد وعليه فيل [ ص: 177 ] يمشي ، ويري حمارا يشتد حتى يجيء فيدخل في فمه ويخرج من دبره ، ويضرب عنق رجل ، فيقع رأسه ، ثم يقول له : قم ، فيعود حيا . فرأى جندب بن كعب ذلك ، فأخذ سيفا ، وأتى والناس مجتمعون على الساحر ، فدنا منه ، فضربه ، فأذرى رأسه ، وقال : أحي نفسك ، فأراد الوليد بن عقبة قتله ، فلم يستطع ، وحبسه .

                                                                                      وجندب بن عبد الله بن زهير وقيل : جندب بن زهير بن الحارث الغامدي الأزدي الكوفي . قيل : له صحبة وما روى شيئا . شهد صفين مع علي أميرا ، كان على الرجالة ، فقتل يومئذ .

                                                                                      وقال أبو عبيد : جندب الخير : هو جندب بن عبد الله بن ضبة ، وجندب بن كعب : هو قاتل الساحر ، وجندب بن عفيف ، وجندب بن زهير قتل بصفين ، وكان على الرجالة ، فالأربعة من الأزد .

                                                                                      وجندب بن جندب بن عمرو بن حممة الدوسي الأزدي ، قتل يوم صفين مع معاوية نقله ابن عساكر ، وأن جده من المهاجرين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية