الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون جرى الكلام على عادة القرآن في تعقيب الترغيب بالترهيب وعكسه ، فكان هذا بمنزلة الاعتراض بين الثناء على المؤمنين الصالحين وبين إرشادهم إلى الانتفاع بأموالهم للقرب عند الله بجملة وما أنفقتم من شيء الخ . والذين يسعون في الآيات هم المشركون بصدهم عن سماع القرآن وبالطعن فيه بالباطل واللغو عند سماعه .

والسعي مستعار للاجتهاد في العمل في قوله تعالى ثم أدبر يسعى وإذا عدي بـ " في " كان في الغالب مرادا منه الاجتهاد في المضرة فمعنى يسعون في آياتنا يجتهدون في إبطالها ، ومعاجزين مغالبين مطالبين العجز . وقد تقدم نظيره في قوله تعالى والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم في سورة الحج .

واسم الإشارة للتنبيه على أنهم استحقوا الجحيم لأجل ما ذكر قبل اسم الإشارة مثل أولئك على هدى من ربهم وفي العذاب خبر عن اسم الإشارة .

ومحضرون هنا كناية عن الملازمة فهو ارتقاء في المعنى الذي دلت عليه أداة الظرفية من إحاطة العذاب بهم وهو خبر ثان عن اسم الإشارة ومتعلقه محذوف دل عليه الظرف وقد تقدم نظيره في قوله تعالى فأولئك في العذاب محضرون في سورة الروم .

التالي السابق


الخدمات العلمية