الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 227 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة الملك

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير .

                                                                                                                                                                                                                                      تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - معنى تبارك ، وذكر أقوال المفسرين واختلافهم في معناها . ورجح أنه بحسب اللغة والاشتقاق أنه تفاعل من البركة ، والمعنى : تكاثرت البركات والخيرات من قبله ، وهذا يستلزم عظمته وتقديسه . . إلخ .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر تنبيها في عدم تصريفها واختصاصها بالله تعالى . وإطلاق العرب إياها على الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال في إملائه : الذي بيده الملك . أي : نفوذ المقدور في كل شيء يتصرف في كل شيء بما يشاء لا معقب لحكمه . اهـ .

                                                                                                                                                                                                                                      والتقديم للموصول وصلته هنا بالصفة الخاصة به تعالى ، وهي قوله تعالى : تبارك يدل على عظمة الموصول .

                                                                                                                                                                                                                                      ويدل له قوله تعالى : فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون [ 36 \ 83 ] ; لأن التقديم بالتسبيح وهو التنزيه يساوي التقديم بقوله تعالى : تبارك ، والموصول بعد التسبيح بصلته كالموصول بعد تبارك وصلته سواء بسواء ، وهذا يؤيد ما ذكره الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في إملائه . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد تقدمت الإشارة إلى الفرق بين الملك والمالك عند قوله تعالى : الملك القدوس السلام المؤمن [ 59 \ 23 ] ، وهنا تجتمع الصفتان ، فالذي بيده الملك وملكوت كل شيء هو المالك له الملك عليه ، وهو رب العالمين سبحانه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية