الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 245 ] فصل في أصحاب الأعراف

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الله تعالى : وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم الآيات [ الأعراف : 46 ] . قال ابن عباس وغيره : الأعراف سور بين الجنة والنار ، وعليه رجال يعرفون أهل الجنة وأهل النار .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشعبي ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار ، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ، وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين . فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربك ، عز وجل ، فقال : قوموا ادخلوا الجنة ; فإني قد غفرت لكم . رواه البيهقي ، ومن وجه آخر ، عن الشعبي ، عن حذيفة مرفوعا ، وفيه نظر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن مجاهد ، عن [ ص: 246 ] عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : أصحاب الأعراف رجال تستوي حسناتهم وسيئاتهم ، فيذهب بهم إلى نهر يقال له : الحياة . تربته ورس وزعفران ، وحافتاه قصب من ذهب مكلل باللؤلؤ ، فيغتسلون فيه فيبدو في نحورهم شامة بيضاء ، ثم يغتسلون فيزدادون بياضا ، ثم يقال لهم : تمنوا ما شئتم . فيتمنون ما شاءوا ، فيقال لهم : لكم ما تمنيتم سبعين مرة . فأولئك مساكين الجنة . وقد وردت أحاديث فيها غرابة في شأن أصحاب الأعراف ، وصفاتهم ، تركناها لضعفها ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية