الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ دلم ]

                                                          دلم : الأدلم : الشديد السواد من الرجال والأسد والحمير والجبال والصخر في ملوسة ، وقيل : هو الآدم ، وقد دلم دلما . التهذيب : الأدلم من الرجال الطويل الأسود ، ومن الجبل كذلك في ملوسة الصخر غير جد شديد السواد ; قال رؤبة يصف فيلا :


                                                          كان دمخا ذا الهضاب الأدلما



                                                          وقال ابن الأعرابي : الأدلم من الألوان الأدغم . وقال شمر : رجل أدلم وجبل أدلم ، وقد دلم دلما ، وقد ادلام الرجل والحمار ادليماما ; وقول عنترة :


                                                          ولقد هممت بغارة في ليلة     سوداء حالكة ، كلون الأدلم



                                                          قالوا : الأدلم هاهنا الأرندج . ويقال للحية الأسود : أدلم . ويقال : الأدلام أولاد الحيات ، واحدها دلم . ومن أمثالهم : أشد من دلم ; يقال : إنه يشبه الحية بكون بناحية الحجاز ; الدلم يشبه الطبوع وليس بالحية . والدلماء : ليلة ثلاثين من الشهر لسوادها . والدلام : السواد ; عن السيرافي . والدلام : الأسود ; قال : وإياه عنى سيبويه بقوله : انعت دلاما . ودلم : من أسماء شعرائهم ، وهو دلم أبو زغيب ; وإليه عزا ابن جني قوله :


                                                          حتى يقول كل راه اذ راه      : يا ويحه من جمل ، ما أشقاه !



                                                          أراد إذ رآه ، فألقى حركة الهمزة على الهاء وكسرها لالتقاء الساكنين وحذف الهمزة البتة كقراءة من قرأ : أن ارضعيه ، بكسر النون ووصل الألف ، وهو شاذ . والديلم : الجماعة الكثيرة من الناس . والديلم : الحبشي من النمل ، يعني الأسود ، وقيل : الديلم مجتمع النمل والقردان في أعقار الحياض وأعطان الإبل ، وقيل : هي الجماعة من كل شيء ; قال :


                                                          يعطي الهنيدات ويعطي الديلما



                                                          الليث : الديلم جيل من الناس ، وقال غيره : هم من ولد ضبة بن أد ، وكان بعض ملوك العجم وضعهم في تلك الجبال فربلوا بها . ابن الأعرابي : الديلم النمل ، والديلم السودان . ابن سيده : والديلم جيل [ ص: 293 ] من الناس معروف يسمى الترك ; عن كراع . وفي الحديث : أميركم رجل طوال أدلم ; الأدلم الأسود الطويل ; ومنه الحديث : فجاء رجل أدلم فاستأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل : هو عمر بن الخطاب . وفي حديث مجاهد في ذكر أهل النار : لسعتهم عقارب كأمثال البغال الدلم أي السود ، جمع أدلم . والديلم : الإبل ; وأما قول رؤبة :


                                                          في ذي قدامى مرجحن ديلمه



                                                          فإن أبا عمرو قال : كثرته ككثرة النمل ، وهو الديلم ، قال : ويقال للجيش الكثير ديلم ، أراد في جيش ذي قدامى ، والمرجحن : الثقيل الكثير . والديلم : الأعداء . والديلم : ماء معروف بأقاصي البدو ، وفي التهذيب : الديلم ماءة لبني عبس ; وقول عنترة :


                                                          شربت بماء الدحرضين     فأصبحت زوراء ، تنفر عن حياض الديلم



                                                          يفسر بجميع ذلك ، وقيل فيه : عن حياض الأعداء ، وقيل : الديلم حياض بالغور ، وقيل : عن حياض ماء لبني عبس ، وقيل : أراد بالديلم بني ضبة ، سموا ديلما لدغمة في ألوانهم . يقال : هم ضبة لأنهم أو عامتهم دلم ; قال ابن الأعرابي : سأل أبو محلم بعض الأعراب عن الديلم في هذا البيت فقال : هي حياض بالغور ، قال : وقد أورد بها إبلا وأراد بذلك تخطئة الأصمعي ، قال : والصحيح أن الديلم رجل من ضبة ، وهو الديلم بن ناسك بن ضبة ، وذلك أنه لما سار ناسك إلى أرض العراق وأرض فارس استخلف الديلم ولده على أرض الحجاز ، فقام بأمر أبيه وحوض الحياض وحمى الأحماء ، ثم إن الديلم لما سار إلى أبيه أوحشت داره وبقيت آثاره ، فقال عنترة في ذلك ما قال . والدحرضان : هما دحرض ووسيع ماءان : فدحرض لآل الزبرقان بن بدر ، ووسيع لبني أنف الناقة ، وقيل : أراد عنترة بالبيت أن عداوتهم كعداوة الديلم من العدو للعرب ، ولم يرد النمل ولا القردان كما قال :


                                                          جاءوا يجرون البرود جرا     صهب السبال يبتغون الشرا



                                                          أراد أن عداوتهم كعداوة الروم للعرب ، والروم صهب السبال وألوان العرب السمرة والأدمة إلا قليلا . والديلم : ذكر الدراج ; عن كراع . ودلم ودلم ودلام ودلامة ودليم كلها : أسماء ; قال :


                                                          إن دليما قد ألاح بعشي     وقال : أنزلني ، فلا إيضاع بي



                                                          أراد لا قوة بي على الإيضاع . وأبو دلامة : كنية رجل . وأبو دلامة : اسم الجبل المطل على الحجون ، وقيل : كان الحجون هو الذي يقال له أبو دلامة . والديلم : الداهية ; أنشد أبو زيد يصف سهما ، وقيل : هو للميدان الفقعسي ، وقيل : هو للكميت بن معروف ، ويروى لأبيه :


                                                          أنعت أعيارا رعين كيرا     مستبطنات قصبا ضمورا
                                                          يحملن عنقاء وعنقفيرا     وأم خشاف وخنشفيرا
                                                          والدلو والديلم والزفيرا



                                                          وكلها دواه ; وأعيار النصول هي الناتئة في وسطها ، ورعيهن كير الحداد كونهن في النار ثم ركبن في قصب السهام . والديلم : الموت ; وقال ابن السيرافي : أراد بالأعيار حمر الوحش ، وكير : اسم موضع ، وأراد بقوله يحملن عنقاء وعنقفيرا ونحوها من الدواهي كمرا وجرادين تهدى لامرأة وأنها تصلح لها ، يهجو بذلك سالم ابن دارة ، ودارة أمه ، والذي ذكره أبو زيد من أنه وصف سهاما أقرب وأبين من هذا . التهذيب : ابن شميل السلام شجرة تنبت في الجبال نسميها الديلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية