الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 387 ] سورة العصر [ فيها آية واحدة ] وهي قوله تعالى : { والعصر } : قال مالك : من حلف ألا يكلم رجلا عصرا لم يكلمه سنة ، ولو حلف ألا يكلمه العصر لم يكلمه أبدا ; لأن العصر هو الدهر .

                                                                                                                                                                                                              قال ابن العربي : بناء ( ع ص ر ) ينطلق على كثير من المعاني ، فأما ما يتعلق بالزمان ففيه أربعة أقوال : الأول : العصر الدهر .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : الليل والنهار . [ قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                              ولن يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما

                                                                                                                                                                                                              الثالث العصر : الغداة والعشي . قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                              وأمطله العصرين حتى يملني     ويرضى بنصف الدين والأنف راغم

                                                                                                                                                                                                              وقد قيل : إن العصر مثل الدهر ] ; قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                              سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر     ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهر

                                                                                                                                                                                                              يريد عاما .

                                                                                                                                                                                                              الرابع أن العصر [ ساعة من ] ساعات النهار قاله مطرف ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                              قال القاضي رضي الله عنه : إنما حمل مالك يمين الحالف ألا يكلم امرأ عصرا على السنة ; لأنه أكثر ما قيل فيه ، وذلك على أصله في تغليظ المعنى في الأيمان .

                                                                                                                                                                                                              وقال الشافعي : يبر بساعة إلا أن تكون له نية ; وبه أقول ، إلا أن يكون الحالف عربيا ، فيقال له : ما أردت ؟ فإذا فسره بما يحتمل قبل منه ، وإن كان الأقل ، ويجيء على مذهب مالك أن يحمل على ما يفسر . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية