الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين .

معترض بين الجملتين ابتدارا لكرامة المؤمنين قبل الأمر بالتبرؤ من الذين لا يؤمنون ، وبعد الأمر بالإنذار الذي لا يخلو من وقع أليم في النفوس .

وخفض الجناح : مثل للمعاملة باللين والتواضع . وقد تقدم عند قوله تعالى : واخفض جناحك للمؤمنين في سورة الحجر ، وقوله : واخفض لهما جناح الذل من الرحمة [ ص: 203 ] في سورة الإسراء . والجناح للطائر بمنزلة اليدين للدواب ، وبالجناحين يكون الطيران .

و ( من المؤمنين ) بيان ل ( لمن اتبعك ) فإن المراد المتابعة في الدين وهي الإيمان . والغرض من هذا البيان التنويه بشأن الإيمان كأنه قيل : واخفض جناحك لهم لأجل إيمانهم كقوله تعالى : ولا طائر يطير بجناحيه وجبر لخاطر المؤمنين من قرابته . ولذلك لما نادى في دعائه صفية قال : عمة رسول الله . ولما نادى فاطمة قال : بنت رسول الله . تأنيسا لهما ، فهذا من خفض الجناح ولم يقل مثل ذلك للعباس ; لأنه كان يومئذ مشركا .

التالي السابق


الخدمات العلمية