الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( " 64 964 " يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون ( 64 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : يخشى المنافقون أن تنزل فيهم ( سورة تنبئهم بما في قلوبهم ) يقول : تظهر المؤمنين على ما في قلوبهم .

وقيل : إن الله أنزل هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن المنافقين كانوا إذا عابوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكروا شيئا من أمره وأمر المسلمين ، قالوا : " لعل الله لا يفشي سرنا ! " فقال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل لهم : ( استهزئوا ) متهددا لهم متوعدا : ( إن الله مخرج ما تحذرون ) .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

16907 - حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : ( يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة ) قال : يقولون القول بينهم ، ثم يقولون : " عسى الله أن لا يفشي سرنا علينا " .

16908 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج [ ص: 332 ] عن ابن جريج عن مجاهد مثله إلا أنه قال : سرنا هذا .

وأما قوله : ( إن الله مخرج ما تحذرون ) فإنه يعني به : إن الله مظهر عليكم - أيها المنافقون - ما كنتم تحذرون أن تظهروه ، فأظهر الله ذلك عليهم وفضحهم ، فكانت هذه السورة تدعى : ( الفاضحة ) .

16909 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة قال : كانت تسمى هذه السورة : ( الفاضحة ) فاضحة المنافقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية