الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 172 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      سورة الدخان

                                                                                                                                                                                                                                      قوله - تعالى - : إنا أنزلناه في ليلة مباركة .

                                                                                                                                                                                                                                      أبهم - تعالى - هذه الليلة المباركة هنا ، ولكنه بين أنها هي ليلة القدر في قوله - تعالى - : إنا أنزلناه في ليلة القدر [ 97 \ 1 ] وبين كونها ( مباركة ) المذكورة هنا في قوله - تعالى - : ليلة القدر خير من ألف شهر [ 97 \ 3 ] إلى آخر السورة .

                                                                                                                                                                                                                                      فقوله : في ليلة مباركة أي كثيرة البركات والخيرات .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا شك أن ليلة هي خير من ألف شهر ، إلى آخر الصفات التي وصفت بها في سورة " القدر " - كثيرة البركات والخيرات جدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد بين - تعالى - أن هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر ، التي أنزل فيها القرآن من شهر رمضان ، في قوله - تعالى - : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن [ 2 \ 185 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      فدعوى أنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة وغيره ، لا شك في أنها دعوى باطلة لمخالفتها لنص القرآن الصريح .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا شك كل ما خالف الحق فهو باطل .

                                                                                                                                                                                                                                      والأحاديث - التي يوردها بعضهم في أنها من شعبان - المخالفة لصريح القرآن - لا أساس لها ، ولا يصح سند شيء منها ، كما جزم به ابن العربي وغير واحد من المحققين .

                                                                                                                                                                                                                                      فالعجب كل العجب من مسلم يخالف نص القرآن الصريح بلا مستند كتاب ، ولا سنة صحيحة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية