الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية العاشرة قوله تعالى : { لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } . [ ص: 188 ]

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألتان : المسألة الأولى في المراد بها ، فقيل : إنهم اليهود ، وقيل : هم المنافقون ; وهو الأصح لوجهين : أحدهما أن الآيات مبتدأة بذكرهم قال تعالى : { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } إلى قوله : { الظالمين } .

                                                                                                                                                                                                              وعد عبد الله بن أبي اليهود بالنصر ، وضمن لهم أن بقاءه ببقائهم وخروجه بخروجهم ، فلم يكن ذلك ولا وفى به ، بل أسلمهم وتبرأ منهم ، فكان كما قال تعالى : { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين } فغر أولا ، وكذب آخرا .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن اليهود والمنافقين كانت قلوبهم واحدة على معاداة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن لإحداهما فئة تخالف الأخرى في ذلك .

                                                                                                                                                                                                              والشتى : هي المتفرقة قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                              إلى الله أشكو نية شقت العصا هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع



                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية