الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ( 33 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الله الذي يأبى إلا إتمام دينه ولو كره ذلك جاحدوه ومنكروه ( الذي أرسل رسوله ) ، محمدا صلى الله عليه وسلم ( بالهدى ) ، يعني : ببيان فرائض الله على خلقه ، وجميع اللازم لهم وبدين الحق ، وهو الإسلام ( ليظهره على الدين كله ) ، يقول : ليعلي الإسلام على الملل كلها ( ولو كره المشركون ) ، بالله ظهوره عليها .

وقد اختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( ليظهره على الدين كله ) . [ ص: 215 ]

فقال بعضهم : ذلك عند خروج عيسى ، حين تصير الملل كلها واحدة .

ذكر من قال ذلك :

16645 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال : حدثنا شقيق قال : حدثني ثابت الحداد أبو المقدام ، عن شيخ ، عن أبي هريرة في قوله : ( ليظهره على الدين كله ) ، قال : حين خروج عيسى ابن مريم .

16646 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن فضيل بن مرزوق قال : حدثني من سمع أبا جعفر : ( ليظهره على الدين كله ) ، قال : إذا خرج عيسى عليه السلام ، اتبعه أهل كل دين .

وقال آخرون : معنى ذلك : ليعلمه شرائع الدين كلها ، فيطلعه عليها .

ذكر من قال ذلك :

16647 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( ليظهره على الدين كله ) ، قال : ليظهر الله نبيه على أمر الدين كله ، فيعطيه إياه كله ، ولا يخفى عليه منه شيء . وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية