الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون

إضراب لإبطال أن يكونوا مسحورين ، أي : بل ليس الأمر كما خيل إليهم ، فالذي أتيناهم به الحق يعني القرآن . والباء للتعدية كما يقال : ذهب به . أي : أذهبه . وهذا كقوله آنفا : بل أتيناهم بذكرهم .

والعدول عن الخطاب من قوله : فأنى تسحرون إلى الغيبة التفات ; لأنهم الموجه إليهم الكلام في هذه الجملة . والحق هنا : الصدق ، فلذلك قوبل بنسبتهم إلى الكذب فيما رموا به القرآن من قولهم : إن هذا إلا أساطير الأولين .

وفي مقابلة الحق بـ ( كاذبون ) محسن الطباق .

[ ص: 113 ] وتأكيد نسبتهم إلى الكذب بـ ( إن ) واللام لتحقيق الخبر .

وقد سلكت في ترتيب هذه الأدلة طريقة الترقي ; فابتدئ بالسؤال عن مالك الأرض ومن فيها ; لأنها أقرب العوالم لإدراك المخاطبين ثم ارتقي إلى الاستدلال بربوبية السماوات والعرش ، ثم ارتقي إلى ما هو أعم وأشمل وهو تصرفه المطلق في الأشياء كلها ولذلك اجتلبت فيه أداة العموم وهي ( كل ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية