الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          [ ص: 233 ]

                                                          باب الفاء

                                                          ( الفاء ) من حروف العطف . ولها ثلاثة مواضع يعطف بها وتدل على الترتيب والتعقيب مع الاشتراك تقول : ضربت زيدا فعمرا . والموضع الثاني : أن يكون ما قبلها علة لما بعدها وتجري على العطف والتعقيب دون الاشتراك تقول : ضربه فبكى وضربه فأوجعه إذا كان الضرب علة للبكاء والوجع .

                                                          و الموضع الثالث : هو الذي يكون للابتداء وذلك في جواب الشرط كقولك : إن تزرني فأنت محسن . فما بعد الفاء كلام مستأنف يعمل بعضه في بعض ، لأن قولك : أنت مبتدأ ومحسن خبره والجملة صارت جوابا بالفاء . وكذا القول إذا جئت بها بعد الأمر والنهي والاستفهام والنفي والتمني والعرض . إلا أنك تنصب ما بعد الفاء في هذه الأشياء الستة بإضمار أن . تقول : زرني فأحسن إليك لم تجعل الزيارة علة الإحسان ولكنك قلت ذاك من شأني أبدا أن أحسن إليك على كل حال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية