الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق

جملة لكم فيها منافع حال من الأنعام في قوله وأحلت لكم الأنعام وما بينهما اعتراضات أو حال من شعائر الله على التفسير الثاني للشعائر . والمقصود بالخبر هنا : هو صنف من الأنعام ، وهو صنف الهدايا بقرينة قوله ثم محلها إلى البيت العتيق . وضمير الخطاب موجه للمؤمنين .

والمنافع : جمع منفعة ، وهي اسم النفع ، وهو حصول ما يلائم ويحف . وجعل المنافع فيها يقتضي أنها انتفاع بخصائصها مما يراد من نوعها قبل أن تكون هديا .

[ ص: 258 ] وفي هذا تشريع لإباحة الانتفاع بالهدايا انتفاعا لا يتلفها ، وهو رد على المشركين إذ قلدوا الهدي وأشعروه حظروا الانتفاع به : من ركوبه وحمل عليه وشرب لبنه ، وغير ذلك .

وفي الموطأ : عن أبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلا يسوق بدنة فقال : اركبها ؟ فقال : إنها بدنة ، فقال : اركبها ، فقال : إنها بدنة ، فقال : اركبها ، ويلك في الثانية أو الثالثة .

والأجل المسمى هو وقت نحرها ، وهو يوم من أيام منى . وهي الأيام المعدودات .

والمحل : بفتح الميم وكسر الحاء مصدر ميمي من حل يحل إذا بلغ المكان واستقر فيه . وهو كناية عن نهاية أمرها ، كما يقال : بلغ الغاية . ونهاية أمرها النحر أو الذبح . و ( إلى ) حرف انتهاء مجازي لأنها لا تنحر في الكعبة ، ولكن التقرب بها بواسطة تعظيم الكعبة لأن الهدايا إنما شرعت تكملة لشرع الحج ، والحج قصد البيت . قال تعالى ولله على الناس حج البيت ، فالهدايا تابعة للكعبة قال تعالى هديا بالغ الكعبة وإن كانت الكعبة لا ينحر فيها ، وإنما المناحر : منى ، والمروة ، وفجاج مكة أي ، طرقها بحسب أنواع الهدايا . وتبيينه في السنة . وقد جاء في قوله تعالى ثم محلها إلى البيت العتيق رد العجز على الصدر باعتبار مبدأ هذه الآيات وهو قوله تعالى وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت .

التالي السابق


الخدمات العلمية