الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ( 173 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : شهدنا عليكم أيها المقرون بأن الله ربكم ، كيلا تقولوا يوم القيامة : " إنا كنا عن هذا غافلين " ، إنا كنا لا نعلم ذلك ، وكنا في غفلة منه أو تقولوا : ( إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ) ، اتبعنا منهاجهم ( أفتهلكنا ) ، بإشراك من أشرك من آبائنا ، واتباعنا منهاجهم على جهل منا بالحق؟ ويعني بقوله : ( بما فعل المبطلون ) ، بما فعل الذين أبطلوا في دعواهم إلها غير الله .

واختلفت القرأة في قراءة ذلك . فقرأ بعض المكيين والبصريين : "أن يقولوا" بالياء ، بمعنى : شهدنا لئلا يقولوا ، على وجه الخبر عن الغيب .

وقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة والكوفة : ( أن تقولوا ) ، بالتاء على وجه الخطاب من الشهود للمشهود عليهم .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك ، أنهما قراءتان صحيحتا المعنى ، متفقتا التأويل ، وإن اختلفت ألفاظهما ، لأن العرب تفعل ذلك في الحكاية ، كما قال الله : ( لتبيننه للناس ) و ( ليبيننه ) [ سورة آل عمران : 187 ] ، وقد بينا نظائر ذلك فيما مضى بما أغنى عن إعادته . [ ص: 252 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية