الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه

                                                                  7 - حدثنا محمد بن العباس المؤدب مولى بني هاشم البغدادي ، ثنا عفان بن مسلم قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، وحميد ، عن أنس قال : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أخبر عبد الله بن سلام بقدومه وهو في نخله ، فأتاه فقال : إني سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي ، فإن أخبرتني بها آمنت بك ، وإن لم تعلمهن عرفت أنك لست بنبي ، قال : " وما هو ؟ " فسأله عن الشبه ، وعن أول شيء يأكل أهل الجنة ، وعن أول شيء يحشر الناس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أخبرنيهن جبريل - عليه السلام - آنفا " قال : ذاك عدو اليهود ، قال : " أما الشبه [ ص: 206 ] فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة ذهب بالشبه ، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهب بالشبه ، وأما أول شيء يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ، وأما أول شيء يحشر الناس فيه فنار تجيء من قبل المشرق فتحشرهم إلى المغرب " فآمن وقال : أشهد أنك رسول الله .

                                                                  قال عبد الله بن سلام : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت ، وإن هم سمعوا بإسلامي بهتوني ، فأخبئني عندك وابعث إليهم فاسألهم عني ، فخبأه رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - وبعث إليهم فجاءوا ، فقال : " أي رجل عبد الله بن سلام فيكم ؟ فقالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، قال : " أرأيتم إن أسلم أتسلمون ؟ " قالوا : أعاذه الله من ذلك ، فقال : " يا عبد الله بن سلام اخرج إليهم فأخبرهم " فخرج إليهم فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، قالوا : بل شرنا وابن شرنا ، وجاهلنا وابن جاهلنا ، قال ابن سلام : قد أخبرتك يا رسول الله أن اليهود قوم بهت .


                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية