الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ( 147 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وهؤلاء المستكبرون في الأرض بغير الحق ، وكل مكذب حجج الله ورسله وآياته ، وجاحد أنه يوم القيامة مبعوث بعد مماته ، ومنكر لقاء الله في آخرته ذهبت أعمالهم فبطلت ، وحصلت لهم أوزارها فثبتت ، لأنهم عملوا لغير الله ، وأتعبوا أنفسهم في غير ما يرضى الله ، فصارت أعمالهم عليهم وبالا . يقول الله جل ثناؤه : " هل يجزون إلا ما كانوا يعملون " ، يقول : هل يثابون إلا ثواب ما كانوا يعملون؟ فصار ثواب أعمالهم الخلود في نار أحاط بهم سرادقها ، إذ كانت أعمالهم في طاعة الشيطان ، دون طاعة الرحمن ، نعوذ بالله من غضبه . وقد بينا معنى "الحبوط" و"الجزاء" و"الآخرة" ، فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية