الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وصف صفتهم ، وأخبر أنهم أصحاب الجنة ، ما فيها من حقد وغمر وعداوة كان من [ ص: 438 ] بعضهم في الدنيا على بعض ، فجعلهم في الجنة إذا أدخلهموها على سرر متقابلين ، لا يحسد بعضهم بعضا على شيء خص الله به بعضهم وفضله من كرامته عليه ، تجري من تحتهم أنهار الجنة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

14658 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن جويبر ، عن الضحاك : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) ، قال : العداوة .

14659 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) ، قال : هي الإحن .

14660 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا ابن المبارك ، عن ابن عيينة ، عن إسرائيل أبي موسى ، عن الحسن ، عن علي قال : فينا والله أهل بدر نزلت : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) [ سورة الحجر : 47 ] .

14661 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا ابن عيينة ، عن إسرائيل قال : سمعته يقول : قال علي عليه السلام : فينا والله أهل بدر نزلت : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين )

14662 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قال : قال علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ، من الذين قال الله تعالى فيهم : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل ) ، رضوان الله عليهم .

14663 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، [ ص: 439 ] حدثنا أسباط ، عن السدي : ( ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار ) ، قال : إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة فبلغوا ، وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان ، فشربوا من إحداهما ، فينزع ما في صدورهم من غل ، فهو " الشراب الطهور " ، واغتسلوا من الأخرى ، فجرت عليهم " نضرة النعيم " ، فلم يشعثوا ولم يتسخوا بعدها أبدا .

14664 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا ابن علية ، عن الجريري ، عن أبي نضرة قال ، يحبس أهل الجنة دون الجنة حتى يقضى لبعضهم من بعض ، حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها ولا يطلب أحد منهم أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه . ويحبس أهل النار دون النار حتى يقضى لبعضهم من بعض ، فيدخلون النار حين يدخلونها ولا يطلب أحد منهم أحدا بقلامة ظفر ظلمها إياه .

التالي السابق


الخدمات العلمية