الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها انتقل إلى جزء القصة الذي هو موضع عبرة أهل زمانهم بحالهم وانتفاعهم باطمئنان قلوبهم لوقوع البعث يوم القيامة بطريقة التقريب بالمشاهدة ، وتأييد الدين بما ظهر من كرامة أنصاره .

وقد كان القوم الذين عثروا عليهم مؤمنين مثلهم ، فكانت آيتهم آية تثبيت ، وتقوية إيمان .

فالكلام عطف على قوله وكذلك بعثناهم الآية .

والقول في التشبيه والإشارة في وكذلك نظير القول في الذي قبله آنفا .

[ ص: 288 ] والعثور على الشيء : الاطلاع عليه ، والظفر به بعد الطلب ، وقد كان الحديث عن أهل الكهف في تلك المدينة يتناقله أهله ، فيسر الله لأهل المدينة العثور عليهم للحكمة التي في قوله ليعلموا أن وعد الله حق الآية .

ومفعول أعثرنا محذوف ، دل عليه عموم ولا يشعرن بكم أحدا ، تقديره : أعثرنا أهل المدينة عليهم .

وضمير " ليعلموا " عائد إلى المفعول المحذوف المقدر ; لأن المقدر كالمذكور .

ووعد الله هو : إحياء الموتى للبعث ، وأما علمهم بأن الساعة لا ريب فيها ، أي ساعة الحشر ، فهو إن صار علمهم بذلك عن مشاهدة تزول بها خواطر الخفاء التي تعتري المؤمن في اعتقاده حين لا يتصور كيفية العقائد السمعية ، وما هو بريب في العلم ولكنه في الكيفية ، وهو الوارد فيه أنه لا يخطر إلا لصديق ، ولا يدوم إلا عند زنديق .

التالي السابق


الخدمات العلمية