الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 447 ] القول في تأويل قوله ( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وإن تعدل النفس التي أبسلت بما كسبت ، يعني : " وإن تعدل كل عدل " يعني : كل فداء .

يقال منه : " عدل يعدل " إذا فدى ، " عدلا " ومنه قول الله - تعالى ذكره - : أو عدل ذلك صياما [ سورة المائدة : 95 ] ، وهو ما عادله من غير نوعه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

13416 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : " وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " قال : لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها .

13417 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في قوله : " وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " فما يعدلها لو جاءت بملء الأرض ذهبا لتفتدي به ما قبل منها .

13418 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " قال : " وإن تعدل " وإن تفتد ، يكون له الدنيا وما فيها يفتدي بها " لا يؤخذ منه " عدلا عن نفسه ، لا يقبل منه .

وقد تأول ذلك بعض أهل العلم بالعربية بمعنى : وإن تقسط كل قسط لا يقبل منها . وقال : إنها التوبة في الحياة . [ ص: 448 ]

وليس لما قال من ذلك معنى ، وذلك أن كل تائب في الدنيا فإن الله - تعالى ذكره - يقبل توبته .

التالي السابق


الخدمات العلمية