الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ الضرب بالقداح عند العرب ]

وكان عند هبل قداح سبعة ، كل قدح منها فيه ( كتاب . قدح فيه ) ( العقل ) إذا اختلفوا في العقل من يحمله منهم ، ضربوا بالقداح السبعة : فإن خرج العقل فعلى من خرج حمله ، وقدح فيه نعم للأمر إذا أرادوه يضرب به في القداح ، فإن خرج قدح نعم عملوا به ، وقدح فيه لا إذا أرادوا أمرا ضربوا به في القداح ، فإن خرج ذلك القدح لم يفعلوا ذلك الأمر ؛ وقدح فيه منكم ؛ وقدح فيه ملصق ، وقدح فيه من غيركم ؛ وقدح فيه المياه إذا أرادوا أن يحفروا للماء ضربوا بالقداح ، وفيها ذلك القدح ، فحيثما خرج عملوا به .

وكانوا إذا أرادوا أن يختنوا غلاما ، أو ينكحوا منكحا ، أو يدفنوا ميتا ، أو شكلوا في نسب أحدهم ، ذهبوا به إلى هبل وبمئة درهم وجزور ، فأعطوها صاحب القداح الذي يضرب بها ، ثم قربوا صاحبهم الذي يريدون به ما يريدون ، ثم قالوا : يا إلهنا ، هذا فلان بن فلان قد أردنا به كذا وكذا ، فأخرج الحق فيه . ثم يقولون لصاحب القداح : اضرب فإن خرج عليه منكم كان منهم وسيطا ، وإن خرج عليه من غيركم كان حليفا ، وإن خرج عليه ملصق كان على منزلته فيهم ، لا نسب له ولا حلف ، وإن خرج فيه شيء ، مما سوى هذا مما يعملون به نعم عملوا به ، [ ص: 153 ] وإن خرج لا ، أخروه عامه ذلك حتى يأتوه به مرة أخرى ، ينتهون في أمورهم إلى ذلك مما خرجت به القداح .

التالي السابق


الخدمات العلمية