الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ناقة للرسول ضلت وحديث ابن اللصيت ]

قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلت ناقته ، فخرج أصحابه في طلبها ، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 523 ] رجل من أصحابه ، يقال له عمارة بن حزم ، وكان عقبيا بدريا ؟ وهو عم بني عمرو بن حزم ، وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي ، وكان منافقا .

قال ابن هشام : ويقال : ابن لصيب ( بالباء ) .

قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن رجال من بني عبد الأشهل ، قالوا : فقال زيد بن اللصيت ، وهو في رحل عمارة وعمارة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : أليس محمد يزعم أنه نبي ، ويخبركم عن خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمارة عنده : إن رجلا قال : هذا محمد يخبركم أنه نبي ، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته ، وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها ، وهي في هذا الوادي ، في شعب كذا وكذا ، قد حبستها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوني بها ، فذهبوا ، فجاءوا بها . فرجع عمارة بن حزم إلى رحله فقال : والله لعجب من شيء حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا ، عن مقالة قائل أخبره الله عنه بكذا وكذا ، للذي قال زيد بن لصيت ؛ فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ولم يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم : زيد والله قال هذه المقالة قبل أن تأتي . فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه ويقول : إلي عباد الله ، إن في رحلي لداهية وما أشعر ، اخرج أي عدو الله من رحلي ، فلا تصحبني

التالي السابق


الخدمات العلمية